Press ← and → on your keyboard to move between
letters
Dear FutureMe,
عزيزتي أنا،
أدركت مع انتفاضة فلسطين الحالية أن اوطانك العربية متجذرة فيكِ رغم الانكار، رددت مؤخرا أن جل ما تتمنيه أن تهاجري لبلد غريب يقبل بك كمواطن له فتستغني به عن وطنك الأم، كررت مرارا أن حياتك أثمن من قطعة أرض تُستعبد و تَستعبد فينشأ افرادها كالدواب يتذابحون للحصول على قاتِ يومهم، أن ارض كهذه لا تلزمك، حاولتي مرارا فصل نفسك عنها، بالكلام و الافعال و الافكار، لكنك هاهنا تستنكرين و تغضبين و يحترق كبدك أمام اول قضية استثيرت من جديد، لتدركي بلا شك مقولة " لسنا في اوطاننا لكنها فينا"، لا يتعلق الامر بالارض فقط بل بالدين، فكيف لك من مناص؟ فمنبع دينك من هنا، من هذه الاراضي و الاوطان.
لو كنت مؤمنةً بالابراج كما الكوريون لقلت أنني موصومة بلعنة الوطن، بأن قدري أن يتغلل في روحي و ان امضي حياتي احاربه و احارب من اجله.
يؤمن كانغ كانغ بوطنه، بل هو معميٌ به، فهو واقع في حبه و المُحب أعمى عن عيوب محبوبه، اعتقدت سابقا أن الامر لا يتعدى غسيل دماغ الحكومة لشعبها، فتزرع فيهم تعصباً لبلادهم، و تنصب نفسها رمزاً وطنياً، و بهذا تصبح هي و الوطن وجهان لعملة واحدة لا يفرق بينهما، فيسعد الشعب بالتضحية لمصالح الامبراطور. إلا انني ادركت مؤخراً أن المرء يسهُل عليه حُب بلاده القوية، بلادٍ لها صيتٌ و جاه، فكيف له ألا يقع في فخ الملك؟
على نقيضه أكفر بكل الأوطان، فأنا أنتمي لي و لي فقط.
أدرك أن عبارات كالسلام العالمي و التعايش ما هي الا اكذوبة، اسطورة يرددها الناس لتكون حبل نجاتهم من اليأس، لكن وحده الأمل يبقينا على قيد الحياة.
احمد الله، احمده كثيرا أنني ولدت مسلمة، فلست أدري كيف لي أن اجابه عالماً بهذا السواد و الظلمة دون أن أيقن بوجود إله يحميني؟ دون أن أؤمن أن حقوقي الضائعة ستعود حتماً، إن لم تكن في هذه الدنيا ففي يوم الحساب.
و يبقى السؤال، كيف ستنتهي قصتي؟ أتنتصر اللعنة أم الأمل؟ هل أكفر ببلادي فأحيا أم أؤمن بها فأموت؟ أو هو خيارٌ ثالث؟
Sign in to FutureMe
or use your email address
Create an account
or use your email address
FutureMe uses cookies.
Learn how we use cookies to improve your experience by reviewing our Terms of Service
Share this FutureMe letter
Copy the link to your clipboard:
Or share directly via social media:
Why is this inappropriate?