A letter from May 30th, 2022

Time Travelled — about 3 years

Peaceful right?

Dear FutureMe, remember how fragile you where by letting your heart full for the wronge person! [ ضياعي الأول ] متى يصبح الألم راحة ؟ والحزن سعادة ؟ و الهم مرغوب ؟ والتعاسة مستساغة؟ هل أنا مجنون ؟ ■ الثلاثاء،  ١٨ يناير ٢٠٢٢ صراحة لا أعرف كيف أصف مشاعري المتخبطة ، هل أنا في حلم ؟ لا أظن .. فأحلامي مليئة بها ، حتى أصبحت أراها في منامي أكثر من رؤيتها في يقظتي ... لم أظن يوما أني سأشعر بذاك الشعور الذي صُفت فيه الأبيات ، وتَغنّى به الأدباء ، وكُتبت فيه الروايات ، وصورت فيه الأفلام و المسلسلات، في الحقيقة لم أؤمن بوجوده ، لم أعتقد أنه يمكن لقلبٍ أن يدمن التفكير بشخص ما ويتعلق فيه لحد الجنون، قد أبدو أبالغ في كلامي ولكني لم أصف حتى عُشر ما أحس به ! لا أعرف حتى لماذا أذكر تلك المشاعر التي حاولت مرارا وتكرارا نسيانها ، أو تجاهلها أو حتى دفعها بكلمات جريئة أو أفعال لم أكن لأفعلها أبدا ، ولكني ها أنا أدونها كي لا أنساها ربما ، من يعرف ربما يأتي يوم وأمسح كل كلمة هنا وأنسى كل شيء .. هل يعقل ؟؟ كم حاولت وحاولت أن أنكر الأمر وأتظاهر أمام نفسي وبين نفسي أني غير مهتم ، ولكنني اليوم أعرف يقينا أنني موله بها،  متيمٌ بطيفها الذي لا يفارقني منذ أكثر من ٥ أشهر ، لا أعرف ما المميز بها ولكنني حقا لم أكمل يوما واحدا دون أن أذكرها .. أنا حقا أشفق على قلبي الذي أصبحت أظن أنه حُرم لذة العشق  ، كيف ذلك ؟  ، ببساطة لن أستطيع أن أعيش مع معشوقتي أبدا، مئات الحواجز في حياتي تمنعني منها وتبعدني عنها.. وهمية ربما ولكن عقلي يمنعني من أي خطوة جدية نحوها ، أو ربما ظروفي ، أو ربما حياتي أو أكثر من ربما.. هي ذاتها تبعدني عنها ، ياربي ماذا كان جواب دعائي عندما سألتك أن تصرفها عني إن كان بها شر لي أو تجمعني بها بالحلال إذا كان بها خير ؟ هل تحققت الأولى أم الثانية يا رب ؟ هل فيها الخير ولن أحصل عليها ؟ أم أن فيني الشر لها فلن أحصل عليها ! أم هل وقفت الدعوة على أبواب السماء معلقة دون جواب ؟ بعيدا عن سبب حبي لها الغير مبرر إطلاقا ، فليست أجمل الجميلات، ولا المنقبة بين الفتيات، ولا ألطف المتحدثات، ولا المبادرة إلي (أو لغيري!) بالتودد والتقرب والمحاذاة ..  لن أسأل ذاك السؤال الذي يراودني منذ أن رأيتها،( لماذا أحبها ؟)، ولكنني حقا أدفع أي شيء أملكه حتى أعرف .. هل تبادلني تلك الفتاة أيت أحاسيس ؟ هل يمكن لحب من طرف واحد _ لشدة قوته وشرارته_ أن يصيب الطرف الأخر بسهم من أسهم المحبة ؟ ولا الود ؟؟ ولا حتى الشفقة ؟ .. أيعقل أن ترا نظراتي الميتمة بها ولا تترجمها في قلبها ؟ ، أيعقل أن .. ؟ هل تصدقون أني لم أرى من تلكم المصوفة هنا غير عينيها ؟ هل يعقل أن سحر عينيها يكفي لفعل هذا بي ؟ هل يعقل أن بعض التفاصيل الصغيرة التي لا أقدر على نسيانها عنها تجذبني إليها دون أي مبرر ؟ ليست بالحسناء ، ولكنني لا أرى غيرها من بين مئات البنات ، لماذا ياربي ؟ هل سيأتي يوما ويراها غيري هكذا ؟ والله لا تستحق أي فتاة إلا رجل يراها كما أراها ، شمعة مضيئة بين أعواد ثقاب محترقة يابسة. ااااه يا الله كم تعبت ، كم تعبت من هذا الشعور ، شعور الشفقة على قلبي التعيس ، قلبي الذي ظن أنه ينسى وأين هو من النسيان ، ظن أن الوقت يلئم الجروح ، ولكنه أكتشف أن جروح القلب لا تلتئم ، سهام الحب سامة ، وجرحها جرح مجرثمٌ لا يشفى إلى بترياق المحبة ،ولن يلتئم من تلقاء نفسه إلا بعد ضمادة الرد، الرد  عن السؤال الأهم ، هل تبادليني أيت مشاعر ؟ هل تعلمون ... ( من ؟ هل سأترك أحدا ليقرأ هذا ؟؟؟ لا والله لم أظن ذلك ، سوف يذهب كل هذا في طي النسيان، في سجلات الزمان بين التربة والغبار ، وأحاسيس الناس الذين أصبحو أشباح .. أنا أكتب كلاما لا ظن لي أني سأقرأه (كنت مخطأ يا صاحبي) ، بل لكي أدون ما كتمه قلبي على أمل أن يفرج عن سجنه ولو قليلا .. هل تعلمون ؟ ، هل تعلمون أني لا أريدها ؟ كيف لي أن أشرح لك ذلك يا عزيزي .. امم ببساطة .. أنا لا أريد أن أكمل حياتي معها عندما أفكر بعقلي ،، إن عقلي هو الرادع الوحيد لقلبي المجنون ، الذي لولا ستر الله لي بعقلٍ حازم لما كنت أكتب شيئا هاهنا اليوم بل كنت ربما أكتبه لها، هل ستقبل أصلا ؟.. آه كم مرةً كتبت رسائل لها ومسحتها قبل ارسالها. هل كتبها رب العباد لغيري وأنا طمّاع أرغب بما ليس لي ؟ هل كُتبت لي وكُتب علي أن أُبعدها عني ؟ أم كُتبتُ لها وكُتب لها أن تُبعدني عنها ؟ .... ااااخ لو أعرف فقط بكلمة واحدة  ، جواب ذاك السؤال ، وإني والله كم أتمنى أن تقول لا .. عسى أن ينقلب الحب في قلبي لشعور أخر ، لن أقول الكره، فلا أظن أن ما نمى في قلبي قد يقلب كرها أبدا ، ولكن أقول شعور الأسى على ما ضيعت من مشاعر معها .. أاااخ لولا أظن أن المشاعر تنفذ ولا تعوض ، لما أشفقت هكذا على نفسي ، فلقد أَخذت قلبي بما فيه من مشاعر وأحاسيس .. وإني أشفق على من ستكون زوجتي (اذا تزوجت*) غيرها لأني لا أظن أن غيرها سيشاطرها في حبي لها (أنا متأكد أنك مخطئ هنا)، فلقد سحبت كل ما بقلبي من حب وهيام .. (كم أتمنى أن ذلك مجرد توقع خاطئ) قد يبدو كلاما مبتذلا ، و عبارة مثيرة للشفقة عند النظر لوضعي وتوقع مستقبلي ، ولكن نظرا لأنني لن أري هذا الملف لأحد من كان ، فسوف أكتب مافي قلبي.. تخيل معي أن أريك ما كتبت عنكي يوما ما .. وتضحكي وتقولي ، أخ لو أنك عرفت وقتها كم كنت أحبك وأتمنى أن أبوح لك بذلك ، ولكن كنت خجولة .. خجولة أن أبدي إليك أي شيء ! انتهى . ■ الأربعاء، ١٩ يناير ٢٠٢٢.. هل خطرلك أن تمنيت شيئا وتمنيت عكسه ؟ ، لقد ذكرت بالأمس أنني أتمنى جوابًا منها ، ولكنني بالحقيقة خائف أن أسمع ما ينتشر صداه برأسي ، هل أريد أن أبقى معلقًا ؟ هل لسجين أن يخشى الافراج عنه ؟ هل يمكن أن يحن لجدران سجنه ؟  أيمكن يوما أن تصبح وتمسي في حنين لسجانك ؟ لغرفة عزلك بالإنفرادية وحدك ؟ لزواياها التي لا تسع حتى جسمك؟ لسرير الغرفة الصدئ ؟ أم لفراشك المهترئ ؟ .. لا والله " ما ظنيت " "لقد كانت نظّارتك جميلة جدا اليوم وجعلت عينيكي فيهم أجمل 🥲🐍"  كم أخجل أن أفكر بهكذا فكرة بيني وبين نفسي ، وكم أخجل أن أكتبها عن بنت غريبة عني ولكني والله لا أعرف إلا أمرا واحدا أنني أكذب على نفسي إن أنكرت هذا الأمر، لذلك أقسمت على نفسي أن لا أجعل أحدا يقرأ هذا الكلام إلا بعد انقضاء الأجل والسبل بيننا وبشرط عدم معرفة من هي ضالتي. هل أنا واقع في خدعة كبيرة دبرها لي عقلي ؟ لماذا يردعني عنها ويظهر لي بأن ظروف حياتي تحظرها، رغم أن عقلي هو من يذكرني بها .. لقد غارت عليي من أختي عندما صعدت معي بالسيارة! وبادرت إلي بالحديث عشرات المرات ، وفتحت الكثير من الحوارات ، ههه لست أكذب، بلى حصل ذلك فعلا معها،  ليست هي حقا بل هي بالمنام!! طيفها في منامي المصنوع من عقلي ، لقد مرت عليي ٤ ليال متواصلات بدون انقطاع، استيقظ من نومي على رؤيتها ، أو سماع صوتها أو كتابتها .. لماذا كل ذاك الهيام ؟ هل أدمن عقلي طيفها ؟ هل وهل وهل .. أسئلة لن تنتهي ولن يجاب عنها .. قد يقول البعض ، حاول نسيانها وتجاوز الأمر..  تكمن مشكلتي يا أعزائي أنني أراها كل يوم أمامي فدوامنا مع بعضنا يجعلني لا أنفك أذكرها بين حين وحين ، أتبادل معها النظرات ، تصيب  عيناي عينيها .. لقد أصبحت أشعر بأن كل ما بقلبي من حب يخرج كاشعاع عند تحديقي بها ! ، ولكنها يا سادة لا ترى سوى جملٌ غير مرتبة، كلماتٍ مبهمة ، وحروف مبعثرة ! ترى عبارات ولكن لا تستطيع تفسيرها.. لغة لا تستطيع فهمها.. أو هكذا أظن.. هل يخيل لي أم أنها فعلا توجه وجهها إلي عمدا ؟ هل تحاول أن تراني أم تجعلني أراها ؟ أم أنها محض صدفة دبرها عقلي وبهرها لي خيالي ليزيد من شغف قلبي الميتم بها ؟ أسئلة كثيرة تراودني ، نعم لا أعرف كيف أصوغها ولكنها موجودة ، فعدم رؤية الشيء لا يعني عدم وجوده ! وهل ينفع وجودها ؟ إن مشكلتي لا تكمن بصياغتها ، بل لمن أوجهها !! هل أحبها ؟ أم أني مخدوع بها ؟ هل الحب حقيقة  أم كذبة أُبتدعت لتحرق أفئدة المعذبين ؟ هل فكرت بي ؟ ولو مرة!  هل تسائلتِ عني أيحبني أم لا؟ .. ولو حتى مرة !!(تعديل : هل تحاولين ابتزاز شخص ما بواسطتي ؟ هل أصبحت أداة إنتقام بين يديك؟ ) هل وقفتي على الجهة الأخرى من محادثتنا كما فعلت؟ هل زرتك في منامك كما فعلتي عشرات المرات ؟ ولو حتى مرة! هل تحبيني ؟  ولماذا أسأل .. فالحب ليس كل شيء .. " أنا أكتب عنكي رواية .. قد يكبر ويصبح كتاب ربما  .. كم كان بودي أن تقرأيها .." رسالة كتبتها ومحيتها كغيرها الكثير من الرسائل لها .. ولم ترَ كيف خفق قلبي خشية إرسالها بالخطأ ، فذلك حقا سبب وجيه لنوبة قلبية تصيبني في أرضي من الخجل . لماذا تصفنا (أنا وأنت) كل أغنية أسمعها ؟ تتحدث عنها أو عني أو كيف وقعت في حبها أو كيف كتمت حبها أو كيف رأيت غيري (صديقي المقرب) يسبقني إليها ثم يُخطف هو بذاته منها لغيرها! لماذا أشعر أن كل كاتب أغاني قد درس حياتي وألف عنها أغنية ؟ ... هل تناسبني علميني ليه أنا أسأل عليك وأنا عارف رجعتي صعبة معاك ؟   أم تلائمني خليني ذكرى جميلة عندك وأوعا تنسى زمان!   أكثر ؟ ، أم  أنا عمري ما نسيتك .. أنا ما صدقت لقيتك .. وبتسأل لو حبيتك وأنا دايب فيك ؟   أم عليك عيون سحرها خلاااب .. والقلب أهو داب م تداري عينيك!    أم   وأنا كنت مالي ، أول ما عينك جات في عيني إيه جرالي !    أم وأم وأم ، كلها أنا وهي ! انتهى . ■  الخميس ٢٠ يناير ٢٠٢٢ اليوم .. شعرت بشيء ما، شعرت بنمط ما مفتعل ربما منها ؟ أم مفتعل من عقلي ؟ لماذا تجلس مناظرة لي في كل مرة، لقد ألقت عليي بالسلام ولكنني لم أرده عليها ، ليس خوفا منها ولكنني لم أعرف ذلك، لقد كنت مغشيا عليي عندما رأيتها تقترب إلي وأنا جالس في مكانها ، لماذا كنت هناك أصلا ؟ هل أتبع طيفها ؟ .. لقد قلَّدتْ حركتي هذه👍، وجلست مائلة لجهتي ، مناظرة لكرسيي تماما ، وجلس بيننا من وقع في فخ حبها السام من قبلي وفشل( أو ربما رُفض) .. هل تحبني ؟ هل خطرت على بالها اليوم ؟ لماذا تتغير كل تصرفاتي وحركاتي وكلامي عند رؤيتها أو مجاورتها ؟ هل هي عنيدة ؟ أم أنا هش ؟ هل هي مشفقة عليي ؟ لحبي الواضح لها في حالة يرثى لها وهي لا تبادلني أيت مشاعر ؟ ألحالنا هذا  تفسير؟ هل سأحاول أن أحدثها اليوم ؟ كيف .. وكل سؤال يخطر على بالي يفضح كل شيء ، يظهر أنني لا أرغب بسماع الإجابة إنما سماع صوتها، ولست أبحث عن ملفها إنما على خط يديها فيه، ربما عن رسالة منها تعيد تنظيم ضربات قلبي من جديد  .. ^تحديث^ كتبت لها وانا أرجف خوفا، وأرسلتها ثم انصرعت من الخوف ، سؤال سخيف وطلب أسخف ، "بدي رسمة artery !!" أتتخيلون التفاهة ؟ لو كنت مكانها ولم أفكر جديا بذاك الإنسان والله لرددت عليه ردا قصفت به جبهته ،( اللهم استر أخاف أن يحدث ذلك معي)، أم هل أسعى لذلك ؟ هل أحاول إعطائها الفرصة لطردي بعيدًا ، لعل ذلك يحدث فيريح قلبي من ابتلائه.. دعني أجد نتيجة فقط، فقد سأِمت هذا السجن.. لست سيئا لتلك الدرجة حتى أحبس فيه، قد يغنيني رد بالابعاد عن وضعي الميؤوس منه من الحسابات والتفكير في أصغر تفاصيل توهمني بالاهتمام منها فيني ، آآه ياربي ساعدني ووجهني للفعل الصواب. ما أغباني .. أسئلها وأعرف انها لن تفتح الجوال الآن ، سوف ينفذ دمي في شراييني حتى ترد عليي)؛ سوف افتح هاتفي كل دقيقة .. لماذا أريد أن أستلم معها الحوار من البداية ؟ أسلوبها هي في فتح المواضيع عجيب ، فقد قفزت لي على الخاص ثلاث مرات على ما أذكر ولكنني شعرت أنني من بادرت في الثلاث مرات كلها... هل لي بسؤال لكي .. كيف فعلتيها ؟ لقد أصبحت ٣ ساعات ولم تفتح هاتفها .. ربما نائمة ربما تدرس ، ولكنني أشعر أنها لن ترد ، فسؤالي سخيف جدا ، واستغلالي مستفز .. ربي استر عليي ، هل سأمسح كل ما كتبته هنا اليوم ؟ هل ستنغلق صفحات هذه الرواية هنا ؟ ... أتمنى ذلك ولكن بخاتمة خير لا فضيحة 🥲🦦 لقد ردت ! (كتبتها قبل أن ترد ، ترى ماذا سأكتب بعد هذه العبارة ؟*) .. ردت وقالت ما فحواه .. مارسمت ، برسلك لما برسم. انتهى . ■الجمعة ٢١ يناير ٢٠٢٢ لقد بدأت أشعر أنني الذي في قلبه مرض ، وهي التي لم تخضع بالقول بل قالت قولا معروفا في قوله تعالى ﴿ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذي في قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولًا مَعروفًا﴾ [الأحزاب: ٣٢] أعتقد أني سأقف عن محاولاتي المصمتة البائسة ، التي لا تبحث عن استقرار بل عن راحة مؤقتة وسعادة وهمية ، عن أجوبة لأسئلة لم تُطرح ، ورد على مشاعر لم تُذكر ، وحوارات لا أرضى لواحدة من أخواتي الثلاثة خوضها مع شاب غريب عنهم .. أفطلب ذلك من غريبة عني ؟ .. بأس الرجل أنا لما فعلت !! لقد أصبحت أدرك أن الحب مودة في القلب بعد الخطوبة والزواج ، وأن بحث الأم عن زوجة مرضية لك هو أولى من بحثك أنت وأفضل ، لقد تبين لي أن الزواج ليس شرارة حب ، فالشرارة قد بل وسوف تطفأ عاجلا أم آجلا بأضعف هبة ريح ، أضعف من رياح الشتاء القارص التي أشعر بها الآن بمئات المرات، ولكن الزواج بالرحمة والمودة ، التي يقذفها الله بين المتحابين بالحلال ، مهما كانو ، لقد تبين لي ذلك ، عندما رأيت جدي حفظه الله ، ينسى نفسه وينسى صلاته،  ينسى كيف يدخل الى الحمام ويقضي حاجته ! ولكن هناك تقف شامخة لوحدها ، زوجته الرضية التي أصابها ذاك الداء القاتل وحاربته ونجت منه بحمد الله وفضله (السرطان)، وهاهي اليوم تقوم بخدمة زورجها و مساعدته والاهتمام به كأنه طفلها الصغير، عندما رد (و رُدت) إلى أرذل العمر وضعف عضله، ولان عظمه .. من يجد غيرها؟ عندما مات أباه وأمه ، ومات جميع أخوته وأخواته ، ومات جميع أصدقاءه وخلانه ، وانشغل كل بأهله من أبنائه وبناته ، هاي هي تلك المرأة العظيمة ، هازمة السرطان ، ما زلت تساعده وتحميه كإبن لها ، فالزواج الصالح رابطة تجعل الزوجين شريكا حياة ، ليس شريكا اهتمام أو فراش ، الزواج رابطة تخلق بينهم علاقة الأب ببنته، وعلاقة الأم بابنها ، وعلاقة الأخت بأخيها والأخ باخته، لا بل علاقة الصديق بصديقه والخليل بخليله! ذاك هو الزواج الحق والله ، وغيره هو الباطل .. هل تعلمون أن جدتي لم تر وجه جدي حتى دخل بها ؟ وأنه هو لم يراها وهي بنت ال١٤ سنة إلا عند الدخول بها ؟ وها هم متزوجين متراحمين متوادين حتى آخر العمر ، حتى يفرق بينهم الموت ! .. الشاهد ، أظن أني عدت لصوابي وأيقنت أن ما أظنه الراحة بالبحث عنه ليس الا الشقى ، وما أظنه الاستقرار ليس الا التخبط ، وسوف تثبت الأيام ، أن حب الطياشة ، ليس إلا شمعة كما ذكرت سابقا، وان رياح صعوبة الحياة سوف تطفأها عاجلا أم آجلا ، ولكن المودة والرحمة ، التي يزرعها الله في قلب الباحثين عن الحلال بالحلال ، يزرعها الله كالغرسة ، حتى تنمو وتصبح شجرة عظيمة لها جذور لا تقلعها أعتى رياح الأرض جمعاء. انتهى. ■ السبت ٢٢ يناير ٢٠٢٢ : ماذا يحدث معي ؟ أنا في قمة التخبط والتلخبط ، لقد ردت وارسلت الملف، وحاولت أن أطيل الحوار ، وهي حاولت غلقه ، ألا أفهم ؟ ألا تفهم يا قلبي المريض ؟ ألا تفهم أيها الجزء المثير للشفقة من عقلي ؟ ألا تسأم ؟ ألا تستسلم ؟ ألا تتعب ؟ .. ألم تشعر بهدر كرامتك ؟ أنت أيها الشاب الشامخ القوي  .. أتكسرك فتاة ؟ أتجعلك تتمنى رسالة واحد تلو الاخرى منها ؟ .. الحل بسيط ، أقلع عنها تماما ، أنساها ، ولا أفتح معها أي حوار جديد ، مهما كان الدافع ! ، بهذا الشكل سوف انساها أو آمل أن أفعل ! صراحة لم أظن أني سأعود لأكتب هنا كل يوم، ولكني أظن أني تعلقت بهذه المفكرة الصغيرة ، تعلقت بهذا الملف الذي أفرغ فيه ما أعجز عن البوح فيه لأحد ! لقد وجدت أنه يخفف ثقل الحمل عن قلبي ، نعم ، عرفت أني سأعود عندما عدت لأسميها اليوم مجددا في هاتفي ، لم أستطع أن أكمل يوم واحد واسمها غير مسجل لدي ، ربما لكي لا ارى تلكم الرقمين ، الذَيْن أصبحا شبحا يلاحقني ، ال٦ و ال٢ . ■ الأحد ٢٣ يناير ٢٠٢٢ لن أكتب من اليوم حرفًا سور أنني أبادر إليها ! ■ الإثنين،  ٢٤ يناير ٢٠٢٢ إنني أحدثها !!! ■ الثلاثاء، ٢٥ يناير ٢٠٢٢ لقد فتحت عيناي على رسالة لها، رسالة أظنها الأخيرة،  لن يحدث شيء بعد اليوم ، لقد حصلت على الجواب ، لقد عرفت الإجابة ! .. دعني ألخص ما حدث ، ولكن قبل ذلك ، هل ظن أحد من قبل أن الشب القوي وحيد أسرته وسندها، الشجاع الشهم ، سوف يبكي من أجل فتاة ؟ أقسم برب العزة أني لم أتوقع في يوم من الأيام بكائي على هكذا أمر ، لقد كسرني الحب، لقد أوهن عظامي وثناها، لقد آلمني حتى دمعت عيناي ، أشعر أن قلبي تمزق من شرايينه وخرج من بين أضلاعي باحثا عن لقياها، ساعي إلى عيناها ، مقبلا إلى حديثها ! ، أنا الآن ميتيقن أنني لن أنساها ، لن أنسى ضياعي الأول،  وكيف لي أن أفعل ، وقد حفرت في قلبي اسمها ؟ كيف لي أن أفعل ، وقد طبعت صورتها في جفن عيناي ، حتى أصبحت أراها كل ما أغلقتهما ! ، لقد كسرني الحب، أنه عذاب لا يستساغ ، وجحيم لا يطاق، وطاعون لعين ينتشر بين خلايا قلبك، حتى يصيب طبقة قلبك الداخلية، فينتشر إلى الدم ، ومنه يصيب باقي خلايا جسدك ! ينخر في عظامك ، ويحفر في خيالك، وبل حتى يغزوك في منامك.  أفيكِ سحرٌ أصبت به ؟ أم أن حبك لعنة نزلت علي ؟ أم غضبٌ من ربي أتى على صورة فتنة بفتاة؟ لماذا كل هذا الحزن والانكسار ، أنا أعلنها رسميا ، لقد سأمت السجن ، وسوف أخرج نفسي من سجنٍ حبسني فيه عقلي. اليوم استيقظت فجرا على رسالة منها أشبه بتراكم رسائل وداع ، رسائلٌ فهمت فحواها هكذا : أنت أكثر الناس معرفة بأني قد أُصبت من قبل ، ولن أسمح لك أن تصيبني مجددا ، ربما أحبك ، ولكن قلبي قد خُدع حين أمرته ألا يفعل ، وها أنا اليوم أقع في نفس الفخ ، نُصب لي من أقرب من أرى لضياعي الأول ، لقد عرفت هذه البدايات ، و سمعت مثل تلكم العبارات ، وحفظت هذا الأسلوب بالتودد والمحاذاة ، ولكنني لست ساذجة حتى أقع في فخ مرتين ! ربما أحبك (أو هكذا تظن) ولكن صاحبك قد سبقك إلي ، و مضى بي في طريق أطول مما فعلت ، ثم تركني وحيدة في ظلام دامس،  فلن أدعك اليوم تسحبني معك ، بل إنني لأفضل البقاء في ظلامي الذي أصبح مألوفا ، على أن أُسحب معك إلى ظلام جديد، فقد امتلئ قلبي بالظلام. ألم تشعر بكسر قلبي حينما سلمته الخاتم(بلى قد شعرت)، ألم ترى ما قاله الناس حولي عندما عرفو أنه معي ، ثم عندما تركني وأصبح معها ؟  ألا تظن أنه من الصعب جدا أنا أكون معك .. مع نسخة شبيهة باعترفكما عنه ؟ ألم تفكر أن طلبك مني أمر صعب ؟ أن أنسى بسرعة ، وأصدق بسرعة ؟ ألا تظن أنه يكفي ما قد حدث لسمعتي بين البنات ؟ ،أتظن أن حديثنا الذي قد فضحته أنت ! ربما لتعاقبه على أنه سبقك إلي ،قد أذاني ؟ أنت لست بمذنب ، ولكنك لست بريئا ، ربما مخدوع ، ربما حظك غير موفق، ولكنك أخطئت ، أخطأت حينما تحدثت له عنا، أو ما بقلبك عني ! ألا تظن أنك تخدع نفسك ؟ حين تقول أنك تحبني ؟ أيكفي حبك؟ أيقدر على أن يجمع عائلتي بعائلتك؟ أيكفي تجاوز أعراف وعاداة وقواعد عجز الزمان عن تغيريها ؟ أيكفي لتجاوز أنني على الورق أكبر منك بعامين ؟ ومن غير بلدك ، ربما أشبهك، ولكننا لم نخلق لبعضنا! أيكفي حبك أن يقنع والدي ؟ أيكفي أن يقنع أختي آ.د. الكبرى وما بيني وبينها من أخوات و أمي؟ ، أيكفي أن يقنع أمك وأختك الكبرى غ.م وما أصغر منك غيرها ؟ أيكفي ليطعمني ويطعمك ؟ أيكفي ليجعلك تقف على قدميك وتبني أسرة ، ألا تظن أن موضوعنا صعب ؟ ألا تظن أن طلبك مستحيل ؟ ألا تظن أن حديثنا أيامه باتت معدودة؟ وطريقنا معا نهايته مسدودة ؟  ... ألن تدعني وشأني ؟ أسوف تطلب مني مجددا رسمة سخيفة ؟ أو رأيً بشيء أندرسه أم لا ؟ أو ملف رسلته أهو جيد أم لا ؟ ، أتظنني ساذجة حتى أصدق أنك ترغب ما تسأل ؟ وتحتاج ما تطلب ؟ أتظن أني لم ألاحظك ؟ لقد رأيتك، فهمتك، وعرفت عن أمرك ، إنّ تشبهك بي واضح، ومن تشبه بشخص فهو يحبه، إنى أرى حبك العظيم لي ، وإنه ليحزنني أن أرفضه ، ولكن أتمنى من حبك أن يقدر وضعي ويفهمه، أن يقدم مصلحة من يحب ، على رضاه ، أن يكمل طريقه دوني، أن ينساني .. إني ويا ... أتمنى لك الخير ، وأدعو لك بالتوفيق في ظهر الغيب، وأتمنى لقلبك أن تلئم جراحه، ويشفى مما أصابه ، وأتمنى أن تجد الأفضل مني لك ، كم أتمنى ذلك حقا ، أتمناه أكثر مما أتمنى ذلك لنفسي ، فقلبك جميل، ولا يستحق ما حصل له. . من ضياعك الأول . لقد أسمعتني  تلك الرسالة، وفهمتني أيها دون كتابة حرف منها ، أو نطق كلمة واحدة منها ، أو نص جملة أو سطر منها ، بل فهمتها لوحدي. أني ظلمتها ،وظلمت نفسي ، لقد عشّقت نفسي إياها ، وها أنا اليوم أخذت نفسي إلى مرحلة لا أقدر على أن أنساها ، وحري بي التوقف هنا ، فكما قالت ، طريقانا يفصل بينهما وادٍ عميق، وكل طريق ينتهي في كوخ ، يفصل بين الواحد والآخر مئات آلاف الأميال، وسور عظيم له أسلاك شائكة ، وأضلاع مكهربة ، وجنود معسكرة تطلق النار على من يقترب منه، وعقدٌ وألغاز لا يقدر أحد على حلها.. لقد شعرت أني أذيتها ، شعرت أنها تغيرت في أسبوع واحد ، لا أعرف ماذا حدث أو ماذا قيل أو ماذا سمعت أو هل فكرت أو نُصحت .. ولكني أيقن حقا أن شيئا ما قد نبها عن خطورتي عليها .. وأشار لها على ما حدث لها من قبل ، وذكرها بقول نبينا ، لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين. لقد أدركت اليوم حق الإدراك ،أنني غير مناسب لها ، وليست المناسبة لي ، وأدعو ربي تعالى في علاه ، أن يساعدني على نسيانها، وأن يبدلني خير منها وأن يهديها إلى الخير ويهدني إلى الخير ، وأن يسعدها في الدارين ، ويسعدني في الدارين. قُل لِي لِماذا اخترتَني ، وأَخذتني بيديك من بَين الأنَام ، ومَشيت بي ومَشيت ، ثم تَركتني تائِها.. كالطِّفل يبكي في الزِّحام ، إن كُنتَ يا مِلحَ المَدامع بِعتني ، فأقَل ما يَرِثُ السكوتَ هو الكَلام ، هو أن تُؤشر من بعيدٍ بالسَّلام ، أن تُغلق الأبوابَ إن قررت أن ترحَل ليلا بالظلام ، ما ضَرَّ لو وَدعتني ومَنحتني فَصْلَ الخِتَام ؟ .. حتى أُريح يديَّ من تقليبِ آخر صَفحة من قِصتي معك ، تلك الصَفحَة الفارِغة التي يشّتدُ بَياضُها فيُعمِيني إِذا إشتدَّ الظّلام. هجرت بعض أحبتي طوعً لأنني    رأيت قلوبهم تهوى فراقي          نعم يشتاق قلبي لهم، لكن   وضعت كرامتي فوق اشتياقي    وكم أهوى وصالهم دوما ولكن     طريق الذل لم تهواه ساقي إني يارب الأرباب ، يا مطلع وحدك على ما تخطه أناملي هنا، أشهدك بأني تركتها لك ، تركتها خوفا من عقابك ورغبة و طمعا في رضوانك ، اللهم اغفرلي خطأي في حقها ، وألهمها مسامحتي على ما فعلت ، ولا تعاقبني على ما اقترفت ياربي في أخواتي أو بناتي. يارب العالمين ، أسألك أن تبدلني أفضل منها ، فمن ترك شيئا لله ، عوضه الله بخير منه ، و لا تتركني يا الله وحدي في هكذا تغيير ، أعني على ترك ذنوبي ، أعني على أن أكون قد تركت ذنبي المثقل لي وحبها الكاسر لي دون أن أبدلهم كلاهم بذنب اخر، أعني يارب على ما أريتني أياه حقا ، أعني يارب على نسيانها ، ونسيان حبها، وعلى المضي قدما يارب العالمين . . النهاية . الإثنين 9 مايو - 2022 -بعد مرور أربعة أشهر- للأسف ، لم تكن النهاية ، بل كانت مجرد البداية لرحلة بسفينة مخروقة ، أُخرقت ليغرَق أهلها، الذين هم أنا، رحلة طويلة ألاحق فيها طيفًا لا بل خيالًا ، أبحر في مياه قارصة البرودة ، رغم تقهقري وارتجاعي، تقلبي وتغير حالي المستمر خلال الرحلة ، إلا أني لم أنكف أدير الدفة عودةً للوراء ، نحو بر الآمان ، نحو يابسة أعرفها وأثق بتضاريسها، إلا وأعود إلى الملاحقة، إلى ملاحقتها. لقد نويت التوقف في ال٢٥ من يناير ٢٠٢٢، ولكن لم أعرف أنها بداية لفصل جديد من التعلق بها ، لم أدرك أنني أُغرق نفسي في سبخة الهيام بها ، لم أكتفي بما بنيت أنا بيدي هاتين من حب لها بل أردت المزيد ، أردت المزيد من الحرقة والألم ، لم أكتفي بما لدي ! لقد سألتها وطلبت منها أشياء وأشياء ، بطريقة ماكرة استنزفت ذكائي ، لقد وجدت من أتفه الأمور ، مشاكل ومعضلات ، عجزت هي حتى عن تفسيرها ، لا بل وقد "بحثت" وتثقفت وسألت المُحاضرين وعدت لها بإجابة على سؤال سألته أنا إياه ! .. نعم ، لقد شعرت به ! ألست تسألني يا عزيزي القارئ عن شعور الذُل الذي قد وضعت نفسي فيه ؟ ، نعم ، لقد شعرت فيه مرتين أذكرهما جيدا عندما حاولت فتح موضوع ولم تلقي لي بالا، ونويت بعدهما الإنسحاب ، وأدرت الدفة ، إذا بها ، تأتي كريح عاتية ، كأمواج شاهقة فتدفع بسفينتي المخروقة نحوها ، في ذلك الإتجاه ، خلفها ! .. نعم لقد بادرت هي لي (حقيقةً هذه المرة وليست بخيالي) ، لقد كنت وقتها في فترة قد أقنعت نفسي أنني زميلها ، ليس إلا ، ولم أكن أعلم أنني إكتفيت بذلك المسمى رغبة في البقاء على ذاك الحال المرضي لجموح حبي ، البقاء على حال أشغل فيه تفكيرها ولو حتى جزءا واحدا بالمئة مما قد شغلت هي بالي بها ، لقد أقنعت نفسي أنها تتحدث فقط لأنني وضعت لها الإجبار الأخلاقي للرد ،ولكنها لم تكتفي بذلك بل بادرت هي بإرسال ملفات جديدة ، لم أطلبها ، بإرسال روابط وفيديوهات لم أسألها عنها ! ، بل حتى سألتني عما فعلته بجداول قدمت لنا ، تستشيرني أتدرس شيئا إضافيا أم لا ، ظنّا منها بأني قد درسته ، وأين أنا من ذلك وقد شغلتني عن دراستي ! .. لم تكتفي بذلك ، فقد طلبت مني مرجع لمعلومات ذُكرت بمحاضرة لم تقدر هي على حفظها من المحاضرة! ، أيبدو لك هذا سؤال تحتاح إلى إجابته ؟ ، ألا يبدو سؤالا مألوفا ، فلقد ألفت يا عزيزي القارئ ذاك النوع من التقرب والمحاذاة الذي قد أشغلتُك به... وأزعجتُها بأمثاله ، بل وقد أكون قد علمتها إياه فعادت لي به ! لقد مرت السويعات ، وعدت الإختبارات ولكنني انخسفت بالدرجات! ، حتى حصلت على أقل درجة في حياتي الطبية ٩٦% ، هل هو بسببها ؟ لا أعرف ولكنني إقتنعت وقتها أن الجواب نعم ، نعم وألف نعم ، وحتى لو لم يكن شغلها لبالي المستمر هو السبب ، فقد يكون كلامي معها ومكري عليها هو ما جعل الله غضبانًا مني أعوذ بالله تعالى من ذلك ، ربما عقاب من ربي يردعني عن ذلك ؟ هذا ما أعتقدته وربما مازلت أؤمن به،  فتوقفت ! لقد مسحت جميع الأغاني (أكثر من ٤٠٠ أغنية) خشية أن تذكرني أحدها بها ، وعزمت الإقلاع عنها ، وشغلت نفسي عنها ،  حتى بلغت مسافة لم أبلغها قط من قبل في طريق العودة ( والتي لم تبلغ ربما بضعة أيام إلى أسبوع بالكثير) ، وبقيت صابرا عازما حتى دخل رمضان ، ولا أدري ماذا حصل ... ألم أخبرك بجل مشكلتي من قبل؟ لقد فعلت ، إنها معي شبه يوميا ، لا يمكن أن يمر يوم فيه محاضرات دون أن أسمع صوتها وأرى عيونها أو ربما تبادلني إستراق النظرات واللمحات .. ربما هذا ما حصل ، ربما هذا ما جعلني أعود مسرعًا ، فاردًا أشرعة سفينتي الممزقة نحوها ، ربما لمحة أو نظرة ما دفعني لذلك ، فعدت . عدت وعايدت عليها بعد السلام ، فردت علي المعايدة و السلام ! على غير عوايدها التي جعلتني أترك أي مقدمة  عند فتحي لموضوع معها من قبل ... [وعليكم السلام، وأنت بخير ]، لم أدري صراحة أأفرح أم أحزن ، أأحزن على قاربي الذي سمعت بأم أذني صرير دفته وأنا أديرها فأصبحت متيقنا أن إنعطافا آخر سيجعلني أخسره !؟، أأفرح لردها عليي ، وحديثنا الذي دام متصلا ١٠ دقائق أو أكثر ، وأستمر ل٣ أو ٤ أيام ؟ أم أحزن لربان سفينتي الذي غلبه الذل عن جميع الفرحات ، واجتباه الحزن والإكتئاب ، واعترته الخيبة وضعف الثقة بالنفس والذات ؟ وها أنا أعود لليابسة مجددا ، بعد أخر " تمام شكراا كتير"  أرسلتها لي وآخر "عفواا" رددت عليها بها ، نعم عدت ، وها أنا اليوم بعد شهر ويومين بالضبط ، مازلت عائدا نحو اليابسة ، هل لشدة قوتي وجبروت عزيمتي ؟ لا، لا أظن ، فهناك أمور أخرى لم أقدر على فرض عزيمتي عليها ، ولكن ما حصل ، هو أن دفة قاربي المتهالك قد إنكسرت ، نعم لقد إنكسرت وغرقت في أعماق محيطنا الذي أُبحر فيه ، حتى أنني لم أعد أرى دفتي ، رغم نقاوة مياه محيطنا العذبة ، الذي من شدة صفاوته وطيب نيته،  وحسن مراده وبراءة مبتغاه يمكن شرب مياهه دون أي أذى أو مكروه، سوى فرصة كبيرة للغرق فيه ، فشربة منه قد تمسي بك مدمنا له ، عاشقا لشربه بين الحين والأخرى . لقد أبحرت فعلا بعيدا عنها ، وعادت بي أمواج المحيط إلى مكانٍ أقرب لليابسة منها ، لقد بدأت تتلاشى بالأفق ، حتى أن صورة الفتاة الزرقاء ، تلكم الشخصية الكرتونية مكسورة القلب محطمة الفؤاد _عند تفضيلها للظروف والقدر ، وتركها لمن تحبه ويحبها حبا شديدا في سبيل الخضوع لما قُدر عليها ، وهو كون طريقَيْهِما متوازيان غير متقاطعان أبدًا ، ولكن كل منهم في اتجاه عكس الآخر ، فهي ميتة وهو حي ، وكيف رَضيتْ بما كُتب عليها ورحلت بعيدا ، طارت وتحللت إلى فراشات جميلات ، بقي أثر ريحها الطيب ، وجمالها الخلاب ، وذهب ما كان حولها من هالة الحزن والإكتئاب التي خُلقت عندما حاولت هي ولو لوهلة مجابهة القدر المحتوم !_ لقد إختفت تلك الصورة بالأفق ، حتى أنني ظننت أني بعيد كفاية حتى لا أراها ، فارتاح قلبي والله ، قلت بين نفسي : حظرها لي أفضل ما قد يحدث لي،  وتمنيت ذلك فعلا من كل قلبي، وإذا بي اليوم ، أعود لأرى حساباتها بعد أن أُصبت اليوم بعدة أسهم هيام نحوها ... عن أيت أسهم أتحدث ؟ أهنالك المزيد؟.. نعم .. لقد وقفت اليوم أمامها حول دكتور علم الأمراض _الذي كان سببا لكثير من محادثاتنا معًا_، رغبة حقيقية في سؤال له وليس كما اعتدت لأسمع صوتها أو أراها عن قرب ، لقد شعرت بذلك الشعور ، بتكلم الهالة ، هالة الحزن والإكتئاب عندنا إقتربت منها ، وعندما لمحتها بنظاراتها التي لم تعتد لبسهما كثيرا ، شعرت بما نمى في قلبي من قبل فحاولت كتمه ، ولكن، أصابني أحد الأسهم... لقد أصبت بسهم ، بعد إعادتي لجميع الأغاني التي حذفتها بطريقة أسهل مما ظننت ، وسماعي لأغنية تصف حالي بحذافيرها ، أجنبية ليست بعربية ، ولكنها أصابتني بسهم أخر .. [أجلس أمام القمر وحيدا أحدثه ، متمنيا أن تكوني تحدثيه أيضا ، هل أنا مخدوع ؟ أم أن وحدتي هي ملاذي الآمن ؟ أريدك مجددا ، حقا I do ] وها أنا قد عدت للبيت ، مصاب بثلاثة أسهم .. لا تخف فلست ضعيفا في الحساب ، إنما هناك سهم لا أنكف أصاب به ، لا يذهب عني ليلا ونهارا ، وهو سهم ال٦٢ ، ذاك الرقم الذي لاحقني أكثر مما لاحقتها ، وظهر لي في كل مكان وزمان ، حتى أصبح مكان السهم قطعة ميتتة من لحمي ، لا إحساس بها ، إنما رؤيته يصيبني تجعلني أشعر بتلك الهالة مجددا . لقد عدت كما ذكرت لحسابها ، لمحادثتنا ، للحمَامِ الزاجل بين سفينتي وقاربها الزهري ، عندما كنت ألاحقها ، عندما كنت قريبا أقرب ما يكون منها ، ذلك السجل ، الذي يحوي جميع ضحكاتنا وظرافتنا وأسئلتنا ومحاولة تصرفنا بالجدية .. وإذا بي أنظر بمنظار،  باحثًا عن سفينتها بالأفق ، بين الأمواج البيضاء الشفافة من محيطنا ، حتى رأيت مالم أتوقعه ، ما لم أظن أنه سيحدث ، رأيت صورة تشبه تماما تلكم الصورة التي كانت صورتي طوال فترة حدثينا ، طوال تلك الأيام والليالي التي كانت فيها الفتاة الزرقاء ذات الفراشات ، لقد كنت أنا الغيوم الحمراء والصفراء والبرتقالية والزهرية ، التي تحيط بهلال أقرب ما تكون تضمه إليها ، لا طالما ظننت أن الغيوم تمثلني وكم أحببت تلك الصورة ، التي قد إلتقطتها بنفسي من شباك غرفتي في مساء بارد في جدة ، صورة غروب الشمس وشروق الهلال وتلألأ النجوم والتفاف الغيوم حول كل ذلك مع تلونها بجميع ألوان الطيف! لقد رأيتها قد وضعت صورة وكأنها مقطعة من صورتي ، أكتفت من كونها تلك الفتاة ؟ أم أنها خرجت من دائرة حزنها على من كان طريقه عكسها ؟ وساعدتها أنا على ذلك ، فوضعت صورة قريبة مني تكريما لدوري الاستغلالي في ذلك ؟ هل لي دور في هيكلية حياتها، أأشغل جزءا من قشرة تلافيف دماغها الواسعة ؟ أم أنني مجرد مزعج يتطفل كثيرا ، دفعها لقفل حسابها على التويتر ، ولتغير صورة الفتاة الزرقاء، عسى أن أتركها بحال سبيلها ؟ ... أم أم أم ؟؟ لا لن أكمل ، ولن أجيب ، فمجددا في هذه المذكرات،  ما فائدة الجواب ، أتذكر ؟ فقد كسرت دفتي ولا يمكنني الإلتفاف مجددا للوراء ، بل، ولم يبق على بر اليابسة سوى شهر واسبوع ، جلها دراسة وإختبارات ، فكيفما أكملتها فبعدها النهاية الحقيقية ،النهاية التي لن ولم ولن أقدر على العودة للكتابة بعدها ، تلك النهاية التي كنت أراها منذ بداييتي معها ، فطريقانا متوازيان، ومهما طالا فهما منتهيان، بنهاية ليست بالغامضة أو المبهمة ، إنما بالواضحة للعيان، ولست أقوى على مجابهة قدري ، ولا قدرها ، ولا التعلق طويلا بأملي ،فلدي حياة ، ولديها أخرى .. و أنني لم أحصل حتى على إشارة لأتعلق بها ، بل كلها ظنون وشكوك هيئها لي عقلي الباطن ، وجمّلها لي شيطاني أعوذ بالله تعالى منه ، حتى ظهرت لي شيئا جميلا، كالوردة الحمراء السامة ، جمالها يخفي أشواكها تحت أوراق بهية اللون و هي أشد عليك سمية وفتكا من ورقة شجرة متحللة صفراء مسودة قبيحة مدهوسة، ملقاة على الأرض بالقرب من تلكم الزهرة. نعم شددت إزار العزيمة ، ولكن لم يبق معي شيء أعود به حتى نحوها فلن أعود ولن انوي العودة، ولن أسمح لنفسي بالعودة ،ولكنني سأنتظر ، فهناك مثيل مماثل لما فتحت به أحد المواضيع معها بعد فترة قصيرة من الجفاء ، رسالة حتى وإن جائتني منها ، فسوف أصارحها بكل شيء، سوف تكون القشة التي أجبرت البعير على إلقاء كل ما على ظهرها من حمل على الأرض والمضي قدما خفيفة نظيفة دون أحمال أو أوزار .. سوف أقول لها بكلمات بسيطات .. [أنا حاولت التقرب منكي فوجدت ما فحواه الصد والرد ، فلماذا تعودين لي بعد كل مرة أقنع نفسي ولو حتى خداعا لنفسي بأني نسيتك ؟؟؟] أأبدو شجاعا جريئا لك ؟ ، هذا والله _ان شاء الله_ ما سأفعله ، فاحتمال أن تحادثني هي شبه معدوم ، ولكن حقا إن فعلت فسأستفسر عما تريده مني ، تعذيبي فقط ؟ أم إستغلال حبي البريء...  أم أنها مُعذبة مثلي بي وتخشى المجابهة ؟ .. لا أدري. وإذا لم أكتب بعد اليوم هاهنا ، فهذا يعني أنني لا أستطيع الحديث معك، معك أنت ، نعم أنت عزيزي الذي بحت له بأعظم ما أملك من سر ، ويا له من سر جلل، ويا لمكانتك عندي حتى أريتك ما حصرته لنفسي فلقد خُنت نفسي وأريتك ما رأيت وبحت لك بما سمعت، فأرجو منك أن تحافظ على قرابتك مني بعدم البوح بحرف واحد مما فهمت! لن أستطيع الحديث معك أيها القارئ بعد اليوم ، كوني قد رسيت على يابستي ومشيت بين أعلامها باحثا عن منزلي الحقيقي الذي سوف أعيش فيه شيئا ما، وأجد فيه الدفء والآمان، المودة والرحمة، حيث سيكون لي قصة لها بداية ولها تكملة دون أي نهاية،  أخر ما أعلمه من محطاتها بحبوحة جنات النعيم بإذن الله تعالى.  إنتهى لليوم ، وأتمنى للأبد ...

Load more comments

Sign in to FutureMe

or use your email address

Don't know your password? Sign in with an email link instead.

By signing in to FutureMe you agree to the Terms of use.

Create an account

or use your email address

You will receive a confirmation email

By signing in to FutureMe you agree to the Terms of use.

Share this FutureMe letter

Copy the link to your clipboard:

Or share directly via social media:

Why is this inappropriate?